ينقل الميت عند المسيحيين والدروز بعد عرض جثته وتدوير عزائه.
بعد إعتماد التابوت لنقل الميت، وإعتماده من قبل المسيحيين والدروز لدفن الميت فيه، نشأ مصطلح جديد من مصطلحات المآتم هو ” التوبتة ” وهي لفظة عامية محدثة مشتقة من كلمة ” التابوت ” وقد اشتقت من هذه الكلمة أيضاً كلمة عامية أخرى هي فعل ” توبت ” فيُقل : ” توبتوا الميت “. أي وضعوه في التابوت لنقله إلى حيث يٌصلى عليه ويٌدفن.
بعدإعلام النساء، بعزم الرجال على القدوم إلى التوبتة، يتوقف ندبهن، ويسير أهل الميت في مقدمة الناس، كبيرهم أولاً فالأقربون بالتسلسل، كما يسير معهم عميد العشيرة أو الفخذ ( عند الدروز) ويتبعهم سائر أهل المحلة مع قسم من المعزين، فينادون ويعددون، ويحيطون بالجثة من كل الجهات بعد أن تبتعد عنها النساء الباكيات المولولات.
أن الضجة التي ترافق الجنازة وهي الأقوى بين ضجات المشاهدات فهي صرخة الموت؛ لأن محدثيها أكثر بكثير من محدثي هذه الصرخة. ومما يحصل فيها ممانعة نساء أهل الميت ثم ممانعة رجالها عن الابتعاد عن الميت والتوقف عن الانكباب عليه وممانعتهم في إفساح المجال لوضع الميت في التابوت أو النعش، ويضرب أهل الميت التابوت محاولين تحطيمه وكأنها محاولة لضرب القدر وتحدي الموت.
هذه المظاهر المرافقة للتوبتة، لا تزال حاضرة في معظم مآتم القرى، ولكن بشكل أخف من الماضي.
من العادات مرور ارملة الميت الحامل حديثاً تحت النعش – والمسيحية تمر تحته ثلاث مرات – لإشعار الجميع أنها حامل من زوجها منعاً للظن فيها مستقبلاً. وأيضاً لتأجيل توزيع الميراث إلى حين وضع الطفل.