ينقل الميت إلى حيث يُصلى عليه، وذلك بعد تغسيله وتكفينه، ثم يُدعى أهله لتوديعه الوداع الأخير، وتتم الدعوة من قبل الغاسلين والمكفنين.
ويكون أولى الناس بوضعه في النعش أو التابوت غاسلوه وأقاربه. وأولى الناس بوضع المرأة في النعش أو التابوت محرمها، ومن يحل له النظر إليها في حياتها.
المشي بالجنازة إصطلح عند البعض على تسميته ” التشييع ” وهو برٌّ وإكرام، لذلك يمشي بها المئات أو الآلاف ومن بينهم الكبار في السن والمعمرون، ليس فقط من قبيل تأدية الواجب الاجتماعي فقط، بل أيضاً من أجل ابتغاء الأجر من الله.
ينحصر المشي بالجنازة بالرجال، ولا ترافق النسوة في جميع الطوائف الجنازة إلى الدفن، وفي حال مشي النساء بالجنازة فيسرن وراء الرجال وهن يندبن.
ويرجع عدم مشاركة النساء في المشي بالجنازة عائد إلى أنه لا يوجد لهن مهمة ليؤدينها. وقد اعتبره رسول الإسلام محمد (ص) ” ماروزاً لا مأجوراً ” ويروى عته قوله لنساء كن ينتظرن جنازة ” هل تغسلن؟ قلن: لا . قال : هل تحملن؟ قلن : لا. قال : هل تدلين في من يدلي ؟ قلن : لا. قال : فأرجعن مأزورات غير مأجورات (رواه ابن ماجه).
للمشي بالجنازة أصول وآداب وعادات. منها تقدم رجال الدين للمشيعين في جميع الطوائف. ويتقدم العميان المشيعين في جناز أهل السنة في المدن، فيما يرى بعض رجال الدين عند المسلمين، أن المشي أمام الجنازة أفضل، يرى البعض الآخر أن المشي خلفها أفضل، وانها متبوعة ولا تتبع. وهذا هو المتبع حالياً عند معظم المسلمين. وفي حين كان المؤذنون عند المسلمين يمشون أمام الجنازة ويذكرون الله.
وفي بعض القرى الشيعية بتقدم البيرق الكبير الجنازة، وهو علم أخضر مكتوب عليه : لا إله إلا الله محمد رسول الله، لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار”.
الصمت والخشوع ضروريا أثناء المشي بالجنازة تهيباً للموقف واحتراماً للموت وخشوعاً أمام عظمة الله الذي قهر عبيده بالموت.
فبعض المسلمون يستحسن عدم الجهر بالآيات الدينية، وعدم ترديد التسبيحات الدينية ومن أراد ذكر الله فليذكره في سره، حيث أن رفع الصوت بالذكر يعتبره بعض المسلمين بالبدعة.
أما الشيعة فمن عاداتهم أن يرددوا أثناء المشي بالجنازة الكلام التالي” سبحان من تفرد بالقدرة والبقاء، سبحان الحي الدائم[1].
ومن العادات المتبعة عن أهل السنة، في مآتم الشباب والأعيان والشخصيات الفاضلة والكبيرة المقام، أن يرتفع صوت أحد المشيعين أثناء المشي بالجنازة قائلاً : ” وحّدوه ” فيرد المشيعيون ” لا إله إلا الله”. مع التكرار لعدة مرات لذلك.
زمن آداب الموت عدم إطلاق العيارات النارية في أثناء المشي، ولكن هذه الأدبية قد سقطت.
كما كان في السابق عادة وهي وقوف السيارات والمارة عند مرور الجنازة، وترجل الركاب من السيارات، كما كان يؤدي العسكريون التحية.
إنحصر حمل الميت عند المسلمين بالرجال، حيث يتناوب الرجال ولا سيما الشباب والفتيان، الحمل متزاحمين على كسب الأجر وصنع المعروف.
يشار إلى أنه من المستحن عند المسلمين التربيع في حمل الميت، أي أخذ الحامل بقوائم النعش الأربع بالتتابع.
يُحمل الأموات على الأكتاف، وكان يحمل كبار القوم على الأيدي، وعلى الأيدي الممدودة إلى أعلى فوق الرؤوس، وتسمى هذه الطريقة ” الحمل على الراحات “.
وفي الأيام الحالية أصبح هناك طريقة عصرية، وهي وضع النعش في سيارة الأسعاف، والسير خلافها حيث ينقل الموتى من مكان الوفاة إلى مسقط رأسه وإلى مكان الصلاة، وتجهز السيارة بمسجلة ومكبر للصوت تُتلى بواسطتها آيات من القرآن الكريم.